على خطى الحبيب
على خطى الحبيب
على خطى الحبيب
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


منتدى اسلامي لجميع الاخوة والاخوات
 
الرئيسيةحلقات *قصص القران*ساحيا بالقران<كل عام وانتم بخير> - صفحة 2 I_icon_mini_portalأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 حلقات *قصص القران*ساحيا بالقران<كل عام وانتم بخير>

اذهب الى الأسفل 
3 مشترك
انتقل الى الصفحة : الصفحة السابقة  1, 2
كاتب الموضوعرسالة
بنت دجلة

بنت دجلة


عدد الرسائل : 64
الموقع : عمروخالد
السٌّمعَة : 0
نقاط : 51
تاريخ التسجيل : 08/08/2008

حلقات *قصص القران*ساحيا بالقران<كل عام وانتم بخير> - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: حلقات *قصص القران*ساحيا بالقران<كل عام وانتم بخير>   حلقات *قصص القران*ساحيا بالقران<كل عام وانتم بخير> - صفحة 2 Emptyالأحد نوفمبر 02, 2008 5:04 am

[b]
[size=24
الحلقة-12-
قارون
[/size]

[size=18]
(ان قارون كان من قوم موسى فبغى عليهم )....الاية 76سورة القصص

كان قارون من اتباع سيدنا موسى-عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام-كان فقير جدا وكان من الموحدين بالله فهو ممن اتبعوا سيدنا موسى وآمن بالتوحيد وكان ذا عقل وذكاء فنما ماله وكان وقتها سيدنا موسى فرح بنجاح احد اتباعه
وماان بدا يزداد المال عنده وتعلى سلطته حتى بدأ يبغي عليهم باحتكاره لما يحتاجونه كي يجمع المال فبدأسيدنا موسى يرفض طريقته ومايفعله واخذ قارون يتكبر ويملاه العجب والكبر وبدا ينظر باستحقار لقومه ويتنكر لسيدنا موسى حتى اصبح من المفسدين في الارض بسبب تكبره وجشعه وكان لايقبل نصيحة من احد
فاراد ان تعلو مكانته اكثر فتحالف مع فرعون ضد سينا موسى فقد اتى بصبية-من الغانيات-وطلب منها ان توقع سيدنا موسى فلما راها سيدنا موسى-ع-دعا الله فخافت وامنت


نهاية القصة:



(فخسفنا به وبداره الارض)


خرج على قومه بزينة فارهة فاخرة فانبهر بعض من الناس بما عنده وتمنوا ان يكونوا مثله
ولكن لتجبره وعلوه ولانه نسب مافيه من رفاهية وسلطة الى نفسه ولعلمه ناكرا فضل الله عليه خسف الله به وبداره الارض ليكون عبرة لمن يتعالى على الله وكي لايفتتن الناس بالمال والسلطة بل هو فضل الله عليهم



مايستفاد منها:

1-تضييق الرزق من النعم
اشكر الله على رزقه لك مهما كان
2-ان للسلطة والمال لفتنة لاينجو منها الا:صاحب ايمان راسخ,وذو تربية صالحة,وصحبة وزوجة صالحة[/b]
[/size

]لينك الحلقة:
http://www.amrkhaled.net/multimedia/multimedia1218.html#Scene_1
__________________
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
بنت دجلة

بنت دجلة


عدد الرسائل : 64
الموقع : عمروخالد
السٌّمعَة : 0
نقاط : 51
تاريخ التسجيل : 08/08/2008

حلقات *قصص القران*ساحيا بالقران<كل عام وانتم بخير> - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: حلقات *قصص القران*ساحيا بالقران<كل عام وانتم بخير>   حلقات *قصص القران*ساحيا بالقران<كل عام وانتم بخير> - صفحة 2 Emptyالأحد نوفمبر 02, 2008 5:08 am

[
جميع الحلقات موجودة على:
http://www.amrkhaled.net/mcategories/categories114.html
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
بنت دجلة

بنت دجلة


عدد الرسائل : 64
الموقع : عمروخالد
السٌّمعَة : 0
نقاط : 51
تاريخ التسجيل : 08/08/2008

حلقات *قصص القران*ساحيا بالقران<كل عام وانتم بخير> - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: حلقات *قصص القران*ساحيا بالقران<كل عام وانتم بخير>   حلقات *قصص القران*ساحيا بالقران<كل عام وانتم بخير> - صفحة 2 Emptyالسبت نوفمبر 15, 2008 9:46 am

[center]
الحلقة-13-
قصة سيدنا عزير
[/
center]



مكانة المسجد الأقصى:
قصة اليوم لها علاقة بحب القدس، هل تحبها؟ هل نسيتها؟ هل ما تزال القدس غالية على قلبك؟ يقول النبي- صلى الله عليه وسلم-ولا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد: مسجد الحرام، ومسجد الأقصى، ومسجدي)، ويقول النبي أيضاً (صلاة في مسجدي هذا أفضل من ألف صلاة فى سواه إلا المسجد الحرام ، فصلاة في المسجد الحرام أفضل من مئة ألف صلاة ]فيما سواه[)، يقول تعالى {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا...} (الإسراء:1)، وقد سُئِلَ النبي أي المساجد بني أولاً في الأرض؟ قال: المسجد الحرام، قيل: ثم أي؟ قال: المسجد الأقصى.

وقد وقعت حادثة الإسراء والمعراج هناك، عندما صعد النبي على البراق والتقى بالأنبياء جميعاً في حدث لم يسبق له مثيل، وأين التقوا؟ بالمسجد الأقصى! وصلَوا هناك وكان إمامهم النبي– صلى الله عليه وسلم-، هناك حديثٌ في فقه الصلاة يقول: (لا يؤم الرجل في سلطانه، و لا يجلس على تكرمته في بيته إلا بإذنه)، يفهم من ذلك أن صاحب البيت هو من صلى بالأنبياء إماماً ذلك اليوم –صلى الله عليه وسلم-.

والخلاف حول القدس هو خلاف في الأديان، فهي ترمومتر الأرض، فإن كنت تريد أن تعرف وضع الأرض، وهل يسود بها المساواة أم العنصرية فابحث عن وضع القدس، وإن كنت تريد أن تعرف إن كان يسود الصلاح والخير فانظر لوضع القدس. لقد كان هناك حديثٌ عن القدس رواه النبي وابتسم وهو ينظر إلى السماء، فأصبح ذلك جزء من رواية الحديث، وقد علم نور الدين محمود أستاذ صلاح الدين الأيوبي ذلك الحديث، وابتسم، وعندما عَلَّمَ صلاح الدين الحديث لغيره لم يبتسم، فقال له: أكمل الحديث، فقال: كيف أبتسم والمسجد الأقصى أسير. ؟!


قصة سيدنا عُزَيّر:

قال تعالى: {أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلَى قَرْيَةٍ وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا قَالَ أَنَّىَ يُحْيِـي هَـَذِهِ اللّهُ بَعْدَ مَوْتِهَا فَأَمَاتَهُ اللّهُ مِئَةَ عَامٍ ثُمَّ بَعَثَهُ...} (البقرة:259). قصة اليوم تحكي فكرة أساسية وهي الأمل، هل من الممكن أن تحيا وتنهض القدس من جديد؟ وهل من الممكن أن نحيا ونحن بلا تعليم ولا رسالة وبلا تمسك جيد بالدين؟ وهل من الممكن أن تحيا بلادنا من جديد؟ نعم بالأمل، هذه القصة تدعونا إلى الثقة بالله، فقد سأل عُزَيّرٌ اللهَ إن كان من الممكن إحياء هذه الأرض، فأراه الله ذلك في نفسه، فإذا أحييتك من جديد إذاً من الممكن أن تحيا هذه الأرض أيضاً،. إن الإنسان مثله كمثل الدول فكلاهما له منحنيات، حيث أن الإنسان يبدأ طفلاً ويكبر حتى يصل لقمة قوته وعقله ونضجه ثم يصبح كهلاً وكذلك الأمم، قال تعالى {اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن ضَعْفٍ ثُمَّ جَعَلَ مِن بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً ثُمَّ جَعَلَ مِن بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفاً وَشَيْبَةً...} (الروم:54).


لماذا أمات الله عُزَيّراً مئة سنة؟
ربما لأن على رأس كل مائة سنة تسيطر على العالم مجموعة أفكار، مرة كانت الشيوعية، ومرة كانت الرأسمالية،...إلخ، ويعيش الناس أسرى لهذه الأفكار، لتحكم حياتهم فلا يستطيعون أن ينظروا خارج هذا الإطار، تنتهي المائة سنة لتظهر فكرة جديدة، فينظر الناس إلى الفكرة القديمة على أنها أسلوب قديم وتصبح الفكرة الجديدة هي الأفضل، فيتبنوا الفكرة الجديدة لمدة مائة سنة أخرى، ولهذا الكلام دلائل فقد قال النبي– صلى الله عليه وسلم- (إن الله يبعث لهذه الأمة على رأس كل مائة سنة من يجدد لها دينها)، أتدرون يا جماعة أرى الأفكار على وشك أن تنتهي، وهناك من سيأتي بأفكار جديدة، فمن يا ترى سيكون صاحب هذه الأفكار؟ إن هذه الأفكار أقوى من المال بل هي من يصنع المال، ولكن المال لا يصنع الأفكار، وهل يا ترى سيكون للمسلمين دور؟ هل يا ترى سيكون المسلمون مجرد تابعين لهذه الأفكار، أم سيكونون هم أصحاب الأفكار التي تُقَدَم للبشرية؟ الفكرة أن الأرض تغير جلدها كل مائة سنة، فيا مسلمين تعلَموا وعلِموا أولادكم جيداً فنحن على أبواب عالم جديد، ومن سيكون له دور كبير هو صاحب مستوى التعليم الجيد وصاحب الأفكار الجديدة.


توقيت إحياء سيدنا عُزَيّر:
قال تعالى: {أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلَى قَرْيَةٍ وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا قَالَ أَنَّىَ يُحْيِـي هَـَذِهِ اللّهُ بَعْدَ مَوْتِهَا فَأَمَاتَهُ اللّهُ مِئَةَ عَامٍ ثُمَّ بَعَثَهُ...} (البقرة: 259)،

لنربط كلمة "ثم بعثه" هذه بالآية {اللّهُ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ...} (البقرة: 255)،
واربطها بإحياء القدس، فبعد مرور المائة عام كان بُختُنصر قد مات، وبدأ أهل القدس يتحررون فأرادوا أن يعودوا إلى بلدهم، وعندما دخلوا القدس وجدوا المدينة مدمرة فيما عدا محاولة لبناء بيت، وهي التي كانت تخص عُزَيّر، فتركوه كأثر، وعمروا القدس، ولكن للأسف لم يكن لديهم من يحفظ التوراة أو يعلمهم شئون دينهم، فقد أحرق بُختُنصر التوراة، وكان هذا هو التوقيت المناسب لعودة عُزَيّر وليس من مائة عام، ربما لهذا أخره الله لأن هذا هو الوقت المناسب، فليس دور عُزَيّرٌ أن يبني البيوت ولكن أن يعلم الناس، ولكن لم يكن هناك من أناس عندئذٍ فأماته الله مائة عام ليصبح آية في الإصرار والأمل والثقة بالله، هذا هو ترتيب الله العادل بالكون.

نزول عُزَيّرٌ الى القدس:
استيقظ عُزَيّرٌ ونزل إلى القدس وأخبرهم بما حدث له، فلم يخجل ولم يخف، كذلك كما فعل النبي– صلى الله عليه وسلم- في حادثة الإسراء والمعراج، من يقف إلى جانب الحق فليس عليه أن يخاف! لا تخجلي من حجابك فلا خجل من الحق! أخبرهم بشخصيته وبما حدث له، ربما ضحكوا في البداية ولكن عندما أخبرهم بأن آخر ما فعله كان محاولة بناء بيت، فطلبوا أن يصف لهم ما بناه، فإذا هو البناء الذي وجدوه مبنياً فتركوه أثراً، أخبروه بأن هذا الدليل لا يكفي، وبأن عُزَيّراً كان يحفظ التوراة، وقال أحدهم أن بُختُنصر عندما دخل القدس كان لدى أجداد هذا الشخص نسخة من التوراة ملقاة لديهم، فأحضروها وأمروا عُزَيّراً أن يتلو التوراة ففعل فصدّق الناس، فبقي فيهم مدة سنة كما كان يرغب وعمل على أن يصلح الناس بها وأوفى بوعده لله. لو وعدت الله شيئاً في رمضان كأن تقلع عن شرب السجائر أو أن ترتدي الحجاب أو أن تؤدي رسالة ما فإياك ألا تفي بوعدك
{وَمِنْهُم مَّنْ عَاهَدَ اللّهَ لَئِنْ آتَانَا مِن فَضْلِهِ لَنَصَّدَّقَنَّ وَلَنَكُونَنَّ مِنَ الصَّالِحِينَ{75} * فَلَمَّا آتَاهُم مِّن فَضْلِهِ بَخِلُواْ بِهِ وَتَوَلَّواْ وَّهُم مُّعْرِضُونَ{76} * فَأَعْقَبَهُمْ نِفَاقاً فِي قُلُوبِهِمْ إِلَى يَوْمِ يَلْقَوْنَهُ...{77} *} (التوبة:75-77)

لينك الحلقة:


http://www.amrkhaled.net/multimedia/multimedia1219.html
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
بنت دجلة

بنت دجلة


عدد الرسائل : 64
الموقع : عمروخالد
السٌّمعَة : 0
نقاط : 51
تاريخ التسجيل : 08/08/2008

حلقات *قصص القران*ساحيا بالقران<كل عام وانتم بخير> - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: حلقات *قصص القران*ساحيا بالقران<كل عام وانتم بخير>   حلقات *قصص القران*ساحيا بالقران<كل عام وانتم بخير> - صفحة 2 Emptyالسبت نوفمبر 15, 2008 9:51 am

[center]
حلقة 14
بلعام بن باعوراء
/center][/size
]

[size=18]
حسن وسوء الخاتمة

لينك الحلقة:
http://www.amrkhaled.net/multimedia/multimedia1220.html
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
بنت دجلة

بنت دجلة


عدد الرسائل : 64
الموقع : عمروخالد
السٌّمعَة : 0
نقاط : 51
تاريخ التسجيل : 08/08/2008

حلقات *قصص القران*ساحيا بالقران<كل عام وانتم بخير> - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: حلقات *قصص القران*ساحيا بالقران<كل عام وانتم بخير>   حلقات *قصص القران*ساحيا بالقران<كل عام وانتم بخير> - صفحة 2 Emptyالسبت نوفمبر 15, 2008 9:54 am

[center]

الحلقة (15) كعب بن مالك[/
center]

سؤال مهم:
ماذا يحدث لو عاش كل فرد لمشروعه الشخصي ونسي احتياجات الوطن؟

يحدث أشياء كثيرة وإليكم أمثلة حقيقية على ذلك، ومن الجرائد:

1- تُفَاجَأ بأن هناك من يبيع لحم الحَمير ويُطعمه الناس.
2- شخص يستورد أغذية فاسدة، فيتم إيقافها في الجمارك ويُمنع دخولها، وتُرمى في المزابل، فيقوم بإعادة تعبئتها من هذه المزابل ويُطْعِمُها الناسَ.
3- شخص يشتري صفقة محابس غاز من الصين، وهي غير مطابقة للمواصفات، فبدلاً من أن تُرمى؛ لأنها غير صالحة يقوم هذا الشخص بتجميعها وإرشاء أي أحد من أجل أخذها وبيعها، فتوضع في البيوت ويحدث تسريب للغاز، فيموت الأطفال، لماذا؟ لأنه عاش لنفسه ولمشروعه الشخصي ونسي الناس.

سبب القصة وأحداثها:

حلقة اليوم مرآة جديدة من القصص القرآني، تواجه هذا المرض، وفي الوقت نفسه هي قصة نبوية. قصة اليوم لشخص اسمه "كعب بن مالك" وهو من صحابة النبي صلى الله عليه وسلم، والقصة حدثت في العام التاسع من الهجرة، قبل وفاة النبي صلى الله عليه وسلم بعام. حدثت القصة بسبب غزوة تبوك؛ وغزوة تبوك من غزوات النبي صلى الله عليه وسلم، وكان هناك تحدٍّ يواجه المسلمين، وهو أن الروم كانت تُعدُّ الحشود لتواجه المسلمين وتهاجم المدينة، فكان على المسلمين أن يخرجوا لهم على الفور بجيش قبل أن يدخلوا عليهم. كان التوقيت في غاية الصعوبة ودرجة الحرارة كانت مرتفعة جدًّا، والمشكلة الثانية أن الثمار على الشجر قد نضجت وحان قطافها، وكل صحابي له مشروعه الشخصي - حيث إنهم كانوا مزارعين - وكل واحد منهم بدأ يجهز نفسه ليجمع المحصول، فهو مصدر رزق بالنسبة له، ولكنْ هناك تحدّ يواجه الوطن، والمسافة المطلوبة هي 1000 كيلو متر من المدينة إلى تبوك، بالإضافة إلى قلة المال.
وقد سمى الله سبحانه وتعالى هذه الغزوة في القرآن "العُسرة" لما فيها من مشاق وصعوبات شديدة، فكان كل ثلاثة من الصحابة يتناوبون على ركوب بَعير واحد، فلك أن تتخيل كم كيلو سيمشيه كل منهم؟
القصة موجودة في صحيح البخاري، ونزلت في سورة التوبة لتتحدث عن "كعب بن مالك" وسُميت بسورة التوبة، ولكن التوبة هذه المرة لم تكن من الذنوب فقط بل التوبة من الفردية أيضًا. لو كنت ممن يعيشون لأنفسهم فعليك أن تتوب، ولو كنتِ ممن يعشن من أجل أبناءهن فقط ونسيتي أبناء الأسر الفقيرة من الذين يعيشون في بلدك فأنت أيضًا بحاجة إلى توبة. أنت تحتاج إلى التوبة؛ لأنك عشت لنفسك وما يخصك فقط. ألهذه الدرجة الأمر عظيم عند الله؟ نعم هو كذلك وهذا هو الإسلام.
لم يحضر "كعب بن مالك"غزوة تبوك وتخلف عن الغزوة من أجل مشروعه الخاص، فكان بحاجة إلى توبة. هل لك أن تسأل نفسك كم مرة تخلفت عن أهلك أو عن بلدك أو عن قريتك؟ أنت بحاجة إلى توبة.



أبشر.. تاب الله عليك:
اكتملت الخمسون ليلة، والعقوبة كانت رادعة، والرسالة وصلت، ووضحت معاني هذه العقوبة، فنزلت الآيات في سورة التوبة، من الآية 117 وإلى الآية 121: {لَقَد تَّابَ الله عَلَى النَّبِيِّ وَالْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ فِي سَاعَةِ الْعُسْرَةِ مِن بَعْدِ مَا كَادَ يَزِيغُ قُلُوبُ فَرِيقٍ مِّنْهُمْ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ إِنَّهُ بِهِمْ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ * وَعَلَى الثَّلاَثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُواْ حَتَّى إِذَا ضَاقَتْ عَلَيْهِمُ الأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ وَضَاقَتْ عَلَيْهِمْ أَنفُسُهُمْ وَظَنُّواْ أَن لاَّ مَلْجَأَ مِنَ اللّهِ إِلاَّ إِلَيْهِ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُواْ إِنَّ اللّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ * يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَكُونُواْ مَعَ الصَّادِقِينَ * مَا كَانَ لِأَهْلِ الْمَدِينَةِ وَمَنْ حَوْلَهُم مِّنَ الأَعْرَابِ أَن يَتَخَلَّفُواْ عَن رَّسُولِ اللّهِ وَلاَ يَرْغَبُواْ بِأَنفُسِهِمْ عَن نَّفْسِهِ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ لاَ يُصِيبُهُمْ ظَمَأٌ وَلاَ نَصَبٌ وَلاَ مَخْمَصَةٌ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَلاَ يَطَؤُونَ مَوْطِئًا يَغِيظُ الْكُفَّارَ وَلاَ يَنَالُونَ مِنْ عَدُوٍّ نَّيْلاً إِلاَّ كُتِبَ لَهُم بِهِ عَمَلٌ صَالِحٌ إِنَّ اللّهَ لاَ يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ * وَلاَ يُنفِقُونَ نَفَقَةً صَغِيرَةً وَلاَ كَبِيرَةً وَلاَ يَقْطَعُونَ وَادِيًا إِلاَّ كُتِبَ لَهُمْ لِيَجْزِيَهُمُ اللّهُ أَحْسَنَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ} (التوبة: 117 – 121).
نزلت هذه الآيات في صلاة الفجر، وكان "كعب بن مالك" يصلي الفجر على سطح منزله بسبب شدة همه وحزنه، فلما نزلت الآيات بالتوبة، انطلق رجلان – والكلام هنا لكعب بن مالك – رجل ركب فرسًا، ورجل صعد فوق جبل، انظروا إلى هذا المجتمع المتلاحم، يشعر كل واحد منهم بالآخر، أرأيتم أن الفردية مذمومة؟
يقول كعب: "فقام الذي على الجبل فقال: يا كعب بن مالك أبشر، تاب الله عليك، فكان الصوت أسرع من الفرس". يقول كعب: " فكنت على سطح بيتي، فسجدت شكرًا لله عز وجل" فوصل إليه الرجل الذي ركب الفرس، يقول كعب: "والله ما كان عندي إلا عباءة واحدة، فخلعتها وألبست البشير إياها، واستعرت عباءة من أبو قتادة، ثم انطلقت إلى المسجد، يتلقاني الناس في الطريق أفواجًا، يُسلّمون علي – سبحان الله! الآن يلتفون حوله بعد نزول الآيات وبعدما كان مذمومًا. ألهذه الدرجة القرآن عظيم ويغير الناس بهذه الدرجة؟ - ويقولون لي: لِيهنك – مبروك - توبة الله عليك يا كعب، حتى دخلت المسجد فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم، فابتسم إلي كأن وجهه قطعة من القمر، وكنا نعرف إذا ابتسم النبي وهو فرِح كأن وجهه كالقمر" تخيل الآن النبي صلى الله عليه وسلم وهو يقابلك يوم القيامة، أتحب أن يقابلك وهو يبتسم، أم ينظر إليك كمُتخلف؟ الاختيار لك. يقول كعب: "فقال لي النبي صلى الله عليه وسلم: تعال، فقدمت حتى جلست بين يديه، فنظر إليَّ وقال: أبشر يا كعب بخير يومٍ طلع عليك منذ ولدتك أمك، تاب الله عليك" أتعلم ما هو أجمل يوم في حياتك؟ هل هو يوم زواجك؟ أم يوم إنجابك؟ أم يوم نجاحك؟ أم ماذا؟ دعني أقول لك أن أجمل يوم في حياتك يوم أن يتوب الله عليك ويغفر لك.
فقلت: يا رسول الله – والكلام هنا لكعب – إن من توبتي إلى الله أن أخرج من مالي بصدقة إلى الله. انظر إلى كعب وقد فهم أن سبب العقوبة هي التخلف عن المجتمع فأراد أن يصلح خطأه بإخراج صدقة من ماله، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: "أمسك عليك بعض مالك، فقلت: يا رسول الله، لا بل كل مالي، إن أُمسك فأُمسك سهمي في خيبر، وإن من توبتي ألا أُحدث يا رسول الله بعد اليوم إلا صدقًا فإنما نجاني الصدق" فنزلت الآية الكريمة: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَكُونُواْ مَعَ الصَّادِقِينَ) (التوبة: 119).

ماذا عن المنافقين؟ ماذا حدث لهم؟ نزل فيهم قول الله تبارك وتعالى: {سَيَحْلِفُونَ بِاللّهِ لَكُمْ إِذَا انقَلَبْتُمْ إِلَيْهِمْ لِتُعْرِضُواْ عَنْهُمْ فَأَعْرِضُواْ عَنْهُمْ إِنَّهُمْ رِجْسٌ...} (التوبة:95).


من يعاهد نفسه من الآن أنه لن يتخلف عن رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ من يواجه نفسه الآن وبتوب إلى الله من الفردية؟ اجلس مع نفسك وصارحها كما علمنا "كعب بن مالك"، وابدأ صفحة جديدة
_________________

لينك تحميل الحلقة:
http://www.amrkhaled.net/multimedia/multimedia1221.html
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
بنت دجلة

بنت دجلة


عدد الرسائل : 64
الموقع : عمروخالد
السٌّمعَة : 0
نقاط : 51
تاريخ التسجيل : 08/08/2008

حلقات *قصص القران*ساحيا بالقران<كل عام وانتم بخير> - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: حلقات *قصص القران*ساحيا بالقران<كل عام وانتم بخير>   حلقات *قصص القران*ساحيا بالقران<كل عام وانتم بخير> - صفحة 2 Emptyالسبت نوفمبر 15, 2008 9:56 am

الحلقة 16
(3قصص عن الايجابية)


الايجابية في نملة سليمان والهدهد والمؤمن
ضرب الله في القرآن مثلًا للفرق بين الإيجابية والسلبية، فقال جل شأنه:" وَضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً رَّجُلَيْنِ أَحَدُهُمَا أَبْكَمُ لاَ يَقْدِرُ عَلَىَ شَيْءٍ وَهُوَ كَلٌّ عَلَى مَوْلاهُ أَيْنَمَا يُوَجِّههُّ لاَ يَأْتِ بِخَيْرٍ هَلْ يَسْتَوِي هُوَ وَمَن يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَهُوَ عَلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ " (النحل: 76)
والمقصود بـ(الأبكم) في الآية: السلبي العاجز الذي هو حمل زائد على المجتمع. فإذا طلبت منه شيئًا لا يفعله. والمقصود بـ(من يأمر بالعدل): الذي يصلح في الأرض. أتحب أن تقف بين يدي الله يوم القيامة أبكم سلبيًا؟ كن إيجابيًا في حياتك العملية. كوني إيجابية مع زوجك وأولادك. كن إيجابيًا مع الله. كن إيجابيًا في إصلاح الناس.

قصة النملة:
ولنستمع للثلاث قصص القصيرة: قصة حشرة، وقصة طائر، وقصة إنسان، وكلها تتحدث عن الإيجابية. قصة نملة، وقصة هدهد، وقصة مؤمن.
أما النملةفوردت قصتها في سورة النمل، وقد سميت السورة باسمها،
يقول جل وعلا:" وَحُشِرَ لِسُلَيْمَانَ جُنُودُهُ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ وَالطَّيْرِ فَهُمْ يُوزَعُونَ * حَتَّى إِذَا أَتَوْا عَلَى وَادِي النَّمْلِ قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لَا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ * فَتَبَسَّمَ ضَاحِكًا مِّن قَوْلِهَا وَقَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ َ..." (النمل:17-19)
فقد نظم الجيش بقيادة سيدنا سليمان للسير إلى معركة. ويوزعون: نفهم منها أنهم كانوا في غاية الانضباط. والقصة على قصرها إلا أنها تضرب مثلًا لنملة إيجابية، نملة شجاعة، كان من الممكن أن تهرب وحدها وتدخل جحرها، لكنها أول نملة رأت الجيش قبل غيرها من النمل، فخشيت على أمتها، لم تعش لنفسها، رغم أنه كان من الممكن أن تموت تحت الأقدام وهي تنادي على النمل، لكنها تضحي من أجل الآخرين، ولهذا تبسم سيدنا سليمان.
أيكون الله سبحانه وتعالى قد ساق لنا قصة النملة هذه ليقول لنا: عار عليكم أيها الرجال، وأيتها النساء، أن تكون نملة صغيرة لديها من الإيجابية ما تفتقدونه أنتم؟!
وقد يكون هذا سبب تسمية السورة بالنمل، فيا لجمال الله، يعلمنا من الكائنات الأخرى بشكل قصصي جميل. عالم قصص القرآن الرائع.
ولقد كانت هذه النملة على درجة عالية من البلاغة، استمعوا معي لقولها تجدونه يتضمن التالي:1-

ياأيها النمل: نداء.
2- ادخلوا: أمر.
3- لايحطمنكم: نهي.
4- سليمان: خصصت.
5- جنوده: عممت.
6- وهم لا يشعرون: اعتذرت عنهم، أي عن غير قصد منهم؛ فهذه

ليست أخلاق جيش سليمان، فجيش الحق والخير لا يقتل حتى النمل، والمؤمن لا يؤذي حتى النمل.
ولهذا تبسم سليمان من قولها؛ لأنه تضمن إيجابية، والاعتذار عن الجيش. ثم شكر الله على أن وهبه القدرة على سماع ذبذبات صوت النمل.


قصة الهدهد:
القصة الثانية وردت في سورة النمل أيضًا بعد قصة النملة مباشرة، والمعنى واضح جدًا فهذه السورة تتحدث عن الإيجابية.
وهذه القصة قصة الهدهد.
يقول سبحانه وتعالى:" وَتَفَقَّدَ الطَّيْرَ فَقَالَ مَا لِيَ لَا أَرَى الْهُدْهُدَ أَمْ كَانَ مِنَ الْغَائِبِينَ * لَأُعَذِّبَنَّهُ عَذَابًا شَدِيدًا أَوْ لَأَذْبَحَنَّهُ أَوْ لَيَأْتِيَنِّي بِسُلْطَانٍ مُّبِينٍ " (النمل:20-21)
فسيدنا سليمان يجمع كل صفات القائد العظيم:
يتفقد طابور الجيش كل يوم.
2- حينما لم يجد الهدهد لم يتسرع في اتهامه، بل سأل هل هو حاضر أم غائب؟ فربما كان موجودًا في مكان ما بين أفراد الجيش ولم يره سيدنا سليمان.
3- الحزم: فقد هدد بعقاب الهدهد.
4- العدل: فقد طلب أن يأتيه الهدهد بسبب غيابه؛ حتى لا يوقع به العقاب.
5- الإنصات: منح الفرصة للهدهد للدفاع عن نفسه.
وهناك قصة طريفة تروي كيف عرف سيدنا سليمان -عليه السلام- بغياب الهدهد، إذ كان مكان الهدهد يحجب الشمس عن سيدنا سليمان -عليه السلام-، فلما بدت الشمس لعين سيدنا سليمان -عليه السلام- أدرك غياب الهدهد. وهذه قصة لا يوجد أي دليل على صحتها، لكننا نذكرها لطرافتها.

وجاء الهدهد الإيجابي، وكان من الممكن أن يكون كأي موظف يلتزم بالوقوف في الطابور وكفى، يثبت حضوره، ويثبت انصرافه، مثل الملايين من الموظفين كل منهم يأكل ويشرب، ويحصل على أجره آخر الشهر، ولو كنت أنت هكذا فالهدهد ليس كذلك. وما حدث أن الهدهد سمع بأن قومًا يعبدون الشمس في اليمن، بمملكة سبأ، فجن جنونه وهو في فلسطين، أي على بعد مسافة كبيرة من اليمن، وسيفوته طابور الجيش، لكن هناك أولويات، وهو ليس موظفًا، بل صاحب رسالة، طار إلى اليمن يتفقدهم، حتى أنه ذهب إلى عرش الاستاذة مني الشاذلي وعاد بالأخبار، ليصبح سببًا في هداية أمة.
فور عودة الهدهد، أخبرته الطيور بعقاب سيدنا سليمان -عليه السلام-، فمكث غير بعيد عن سليمان؛ لأن الإيجابية تزرع الشجاعة، وثقة بالنفس.
ونكمل الآية:"... فَقَالَ أَحَطتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ وَجِئْتُكَ مِن سَبَإٍ بِنَبَإٍ يَقِينٍ * إِنِّي وَجَدتُّ امْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ وَأُوتِيَتْ مِن كُلِّ شَيْءٍ وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ * وَجَدتُّهَا وَقَوْمَهَا يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ مِن دُونِ اللَّهِ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ فَهُمْ لَا يَهْتَدُونَ * أَلَّا يَسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي يُخْرِجُ الْخَبْءَ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَيَعْلَمُ مَا تُخْفُونَ وَمَا تُعْلِنُونَ * اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ " (النمل:22-26)
فالهدهد بعدما رأى عرش الاستاذة مني الشاذلي وحد الله رب العرش العظيم، وهذا موضع سجدة في القرآن، فانظروا لإيجابيته وهو مجرد هدهد! فعار علينا نحن المسلمين أن نكون سلبيين. كن مركز إيجابية في مؤسستك، في ناديك، في كل مكان، قم بالإصلاح، وإياك والتعلل بالظروف، وأنه لا فائدة، بل استخدم الإمكانات في قهر المؤثرات.
قصة المؤمن:
القصة الثالثة وردت في سورة نحبها كثيرًا، قال عنها النبي -صلى الله عليه وسلم-:”قلب القرآن”، وهي سورة يـس. والقصة في قلب السورة، حيث تدور أحداثها في قرية كانت مركزًا لما حولها من القرى، مثل موقع مكة المركزي المؤثر في الجزيرة العربية.
يقول الله -جل شأنه-:" وَاضْرِبْ لَهُم مَّثَلاً أَصْحَابَ الْقَرْيَةِ إِذْ جَاءهَا الْمُرْسَلُونَ * إِذْ أَرْسَلْنَا إِلَيْهِمُ اثْنَيْنِ فَكَذَّبُوهُمَا فَعَزَّزْنَا بِثَالِثٍ فَقَالُوا إِنَّا إِلَيْكُم مُّرْسَلُونَ * قَالُوا مَا أَنتُمْ إِلاَّ بَشَرٌ مِّثْلُنَا وَمَا أَنزَلَ الرَّحْمن مِن شَيْءٍ إِنْ أَنتُمْ إِلاَّ تَكْذِبُونَ * قَالُوا رَبُّنَا يَعْلَمُ إِنَّا إِلَيْكُمْ لَمُرْسَلُونَ * وَمَا عَلَيْنَا إِلاَّ الْبَلاَغُ الْمُبِينُ * قَالُوا إِنَّا تَطَيَّرْنَا بِكُمْ لَئِن لَّمْ تَنتَهُوا لَنَرْجُمَنَّكُمْ وَلَيَمَسَّنَّكُم مِّنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ * قَالُوا طَائِرُكُمْ مَعَكُمْ أَئِن ذُكِّرْتُم بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ مُّسْرِفُونَ "
(يـس:13-19)
والغريب أن يرسل الله ثلاثة رسل لبلدة واحدة؛ هذا لقوة مركزها، وأيضًا لصعوبة الدعوة فيها، وللمشاكل الاقتصادية والاجتماعية العديدة بها، وللمشاكل الدينية العقائدية؛ فهم غير مؤمنين أو موحدين، وقد كذبوا هؤلاء الرسل مدعين بأنهم بشر مثلهم. فالكثير منا يتخيل أن الإصلاح والهداية لا يجوز أن يأتي من أناس مثلنا، بل يجب أن يأتي من قوى خارقة، مثل الملائكة، فلا يتقبلون أن يصلح مشاكلهم شخص عادي مثلهم أو من أهلهم، وإنما قوى خارجية. بينما الحقيقة أن الإصلاح يبدأ من الداخل، فالبعض ينتظر حلًا لمشاكله بانتظار المهدي المنتظر، ولكن كن أنت التغيير الذي تحب أن تراه في العالم.
وهنا تكمن خطورة القصة في أن الهداية تأتي منك أنت.

ونكمل الآية:"وَجَاء مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعَى قَالَ يَا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ * اتَّبِعُوا مَن لاَّ يَسْأَلُكُمْ أَجْرًا وَهُم مُّهْتَدُونَ * وَمَا لِي لاَ أَعْبُدُ الَّذِي فَطَرَنِي وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ * أَأَتَّخِذُ مِن دُونِهِ آلِهَةً إِن يُرِدْنِ الرَّحْمَن بِضُرٍّ لاَّ تُغْنِ عَنِّي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا وَلاَ يُنقِذُونِ * إِنِّي إِذًا لَّفِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ * إِنِّي آمَنتُ بِرَبِّكُمْ فَاسْمَعُونِ * قِيلَ ادْخُلِ الْجَنَّةَ قَالَ يَا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ * بِمَا غَفَرَ لِي رَبِّي وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُكْرَمِينَ " (يـس:20-27)
ويأتي رجل ليس بنبي، بل رجل عادي. تخيلى معي أختاه، لو أن المدينة التي تعيشين فيها بها ثلاثة أنبياء، هل هناك حاجة إليك؟ بالطبع هناك حاجة إليك.
كان من الممكن جدًا أن لا يبالي هذا الرجل، ويقول: وما دخلي أنا؟ ولاحظوا أنه جاء من أقصى المدينة، أي ليس من أثرياء البلد، ولا من أصحاب النفوذ، فمن المحتمل أن يقتل ولن يعبئوا به، فلماذا يقدم على دعوة هؤلاء القوم؟
لم يستطع السكوت أو الجلوس في مكانه، بل دعا بكل إصرار وعزيمة، وانظروا معي، من أعلى مقامًا وأعلم وأتقى؟ الرجل أم الأنبياء الثلاثة؟ الأنبياء بالطبع، لكن القرآن ركز على الرجل، لماذا؟ لكي يخبرك بأنك عظيم وغالي عند الله إن كنت إيجابيًا، لا تنقص من قدر نفسك أمام الدعاة، بل ادعو إلى الله أنت أيضًا.

لينك تحميل الحلقة:
http://www.amrkhaled.net/multimedia/multimedia1222.html
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
حلقات *قصص القران*ساحيا بالقران<كل عام وانتم بخير>
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 2 من اصل 2انتقل الى الصفحة : الصفحة السابقة  1, 2
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
على خطى الحبيب :: شهر رمضان-
انتقل الى: